الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا المبلغ الذي دفعه المدير إليك يحتمل أن يكون من عنده لا من مال الشركة، ويحتمل أن يكون من مال الشركة، ولهذا فلا بد من الرجوع إليه للاستفسار منه -ما أمكن ذلك-؛ لمعرفة المستحق لذلك المال، فإن لم تجده، والشركة لم تقبل أخذه، فيسعك دفعه للفقراء والمساكين؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى - 30/413: كل مال لا يعرف مالكه من الغصوب والعواري والودائع وما أخذ من الحرامية من أموال الناس أو ما هو منبوذ من أموال الناس، فإن هذا كله يتصدق به ويصرف في مصالح المسلمين. وقال أيضا - 29/321: إذا كان بيد الإنسان غصوب أو عواري أو ودائع أو رهون قد يئس من معرفة أصحابها، فإنه يتصدق بها عنهم أو يصرفها في مصالح المسلمين أو يسلمها إلى قاسم عادل يصرفها في مصالح المسلمين المصالح الشرعية، ومن الفقهاء من يقول: توقف أبدا حتى يتبين أصحابها. والصواب: الأول، فإن حبس المال دائما لمن لا يرجى لا فائدة فيه؛ بل هو تعرض لهلاك المال واستيلاء الظلمة عليه.
والله أعلم.