الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهناك أسباب كثيرة أدت إلى تخلف المسلمين في التكنولوجيا الحديثة، ويأتي على رأسها وفي طليعتها الإعراض عن الكتاب والسنة، وليس أدل على ذلك من واقع المسلمين المشرق يوم كانوا متمسكين بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم حين دانت لهم الدنيا، وفتحوا البلاد وقلوب العباد، فأخذوا بمفاتيح العلوم وسنن الله في الكون، وعملوا بالأسباب، ولذا تنوعت الكشوفات والاختراعات العلمية في شتى الفنون تلك التي كانت مرتكزاً بنى على أساسه الغرب صرح حضارتهم المدنية الحديثة، وإن أدَّعَوا كذباً وزوراً عكس ذلك.
ثم تخلف المسلمون حين تركوا تعاليم دينهم، ولم يأخذوا بعامل التقدم التي أخذ بها غيرهم، وهي سنن من سار عليها وصل، ورحم الله من قال:
إني تذكرت والذكرى مؤرقة === مجداً تليداً بأيدينا أضعناه
أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلد === تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها === وبات يملكنا شعب ملكناه
وللدكتور ناصر بن سليمان العمر محاضرة قيمة مطبوعة بعنوان أسباب تخلف المسلمين ذكر فيها جملة أسباب أدت إلى تخلف المسلمين عن ركب الحضارة المعاصرة منها:
- سقوط الخلافة الإسلامية.
- فصل الدين عن الدولة.
- الهزيمة النفسية أمام الأعداء.
- الجهل والإفساد باسم الإصلاح والتطور.
- نشوء العصبيات والقبليات.
وذكر فيها بعض الآثار التي ترتبت على ذلك؛ ومنها: الانحراف الفكري، وفساد بعض مناهج التعليم، والخلل الاجتماعي، وقد ذكر كذلك عدة أمور لعلاج ذلك التخلف؛ ومنها: العودة الصادقة للإسلام، ومنها: العزة والاستقلال، والتخلص من الهزيمة النفسية، ومنها: عودة دور العلماء في المجتمع وتسلمهم دور القيادة.
والله أعلم.