الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأولى للمسلم أن يلتزم بالصيغ الواردة والألفاظ المأثورة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من الأذكار، وأما استعمال الصيغة المذكورة الموجه فيها السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه حاضر يسمع فالظاهر أنه لا حرج فيه سواء كان الشخص في المسجد النبوي أو لا، وإنما يؤتى بكاف الخطاب هنا لا على جهة مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لقوة استحضاره صلوات الله عليه حتى كأن الشخص يخاطبه، وذلك كما نقول في التشهد السلام عليك أيها النبي، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ثم هل هذا خطاب للرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كخطابِ النَّاسِ بعضهم بعضاً؟ الجواب: لا، لو كان كذلك لبطلت الصَّلاة به، لأن هذه الصلاة لا يصحُّ فيها شيء من كلام الآدميين، ولأنَّه لو كان كذلك لجَهَرَ به الصَّحابةُ حتى يَسمعَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم، ولردَّ عليهم السَّلام كما كان كذلك عند ملاقاتِهم إيَّاه، ولكن كما قال شيخ الإسلام في كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم ـ لقوَّة استحضارك للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام حين السَّلامِ عليه، كأنه أمامك تخاطبه، ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون: السلام عليك، وهو لا يسمعهم ويقولون: السلام عليك، وهم في بلد وهو في بلد آخر، ونحن نقول: السلام عليك، ونحن في بلد غير بلده وفي عصر غير عصره. انتهى.
فإذا كان الشخص يستعمل كاف الخطاب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الاعتبار، فلا حرج.
والله أعلم.