الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق، فمثلها من حث الشرع على الزواج منها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وصاحبة الدين أرجى لأن تعرف لزوجها حقه عليها ومكانته، وأحرى أن تدوم معها الحياة الزوجية.
فما دامت هذه الفتاة على الصفات التي ذكرتها، فأنت محق في حرصك على أن تكون لك زوجة، فلا حرج عليك في أن تبدي لها الرغبة في خطبتها، بشرط أن يكون ذلك في حدود أدب الشرع، وفي غير خلوة ونحو ذلك، فإن أبدت موافقة، فيمكنك التقدم لخطبتها من أهلها، والاتفاق على تأخير الزوج. ولكن الجدير بالتنبيه عليه هنا هو أنه ينبغي أن تتحرى، فإن غلب على ظنك أن ترد خطبتك فلا تتقدم لخطبتها أصلا، واصرف النظر عنها تماما، فقد ييسر الله لك امرأة خيرا منها، فالنساء كثير. والعشق قد أوضحنا كيفية علاجه في الفتوى رقم: 9360.
ولا يجوز لك بحال إخبارها بحبك لها، فإنها أجنبية عنك، ومثل هذه العبارات العاطفية قد تكون مثارا للفتنة، ورب العزة والجلال يقول: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة:208}.
والله أعلم.