الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالغضب والعصبية مما يضر، ولا ينفع، والخير كل الخير في الحلم، والأناة؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: إن فيك خصلتين يحبهما الله؛ الحلم، والأناة. رواه مسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
ولا تليق هذه العصبية بالأب خاصة؛ فإنه مربٍّ، ولكي يكون ناجحًا في تربيته، فهو في حاجة إلى هدوء النفس؛ حتى يمكنه التوجيه في كل موقف من المواقف بما يناسبه، ومن هنا كان نجاح المربي الأول صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم أيضًا عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي: أف قط، ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت!.
وصبرك على أبيك مطلوب، مع الدعاء له أن يصلح الله تعالى حاله، بالإضافة إلى مناصحته بالمعروف، ولا سيما فيما يتعلق بترك الصلاة، وتعاطي الدخان، وانظري الفتويين: 1145، 1671.
وكذلك ينبغي بذل النصيحة لأمك فيما يتعلق بالتفريط في الصلاة، ويمكن أن تكون النصيحة من قبلك أنت، أو من قبل من يرجى أن يؤثر عليهما، حسبما تقتضيه المصلحة، فهذا كله من أعظم البر بهما، والإحسان إليهما، علمًا أن إساءة الوالد لا تسقط عن ولده بره بحال، وراجعي الفتوى رقم: 3459.
ومن هنا تعلمين: أنه من الخطأ العظيم رفعك صوتك على والدك، فهذا من العقوق، بلا شك، ولا اعتبار لما ذكرت من كون رفع الصوت هو حال أهل البيت، ومن فعل ذلك على وجه لا يرضي الله تعالى، فينبغي أن ينصح.
ثم إن صدور مثل هذا منك، وأنت المستقيمة، لا يرتضى أبدًا، فاحرصي على أن تكوني قدوة للآخرين في الخير، والبر.
وعلى كلٍّ؛ فالواجب عليك التوبة مما سبق، والحذر من العودة لمثل ذلك في المستقبل.
ونصيحتنا لك: أن تجتهدي في شغل نفسك بما ينفعك من مصالح الدنيا، والآخرة، بعيدًا عن كل ما يمكن أن يكون سببًا في احتكاكك بوالديك، وحصول المشاكل.
ومن المهم جدًّا: ارتباطك بحلقات تحفيظ القرآن، ومجالس الخير، فهذا مما يبعدك عنهما بعض الوقت.
والله أعلم.