الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمن كان من الجماعة المشار إليهم تاركا للصلاة جحودا ومثله لا يجهل فرضيتها، لكونه يعيش بين المسلمين، فإنه يعتبر كافرا كفرا أكبر، وحكمه حكم الكفار في عدم جواز الصلاة عليه، ولا يعامل معاملة الميت المسلم، ومن تركها كسلا فإن الفقهاء مختلفون في الحكم بتكفيره، وقد ذكرنا أقوالهم في الفتوى رقم: 130853.
وعلى القول بكفره، فلا يجوز للمسلمين الصلاة عليه ولا تغسيله ولا دفنه في مقابر المسلمين، ولا يعامل معاملة المنافقين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن المنافقين كانوا يصلون ولو ظاهرا، ولا يُحكم بكفره لمجرد وقوعه في عمل كفري، فلربما فعل ذلك الكفر جاهلا جهلا يعذر فيه، أو متأولا، وهذان من موانع الكفر، وأيضا لو وُجِدَ منهم من ترك الصلاة بالكلية ولم يوجد من يعلمه الصلاة ولا يعلم من الإسلام إلا الشهادة، فإن هذا الصنف دلت السنة على نجاتهم يوم القيامة، وأن شهادة التوحيد تنفعهم عند الله تعالى، كما بيناه في الفتوى رقم: 165841، عن حكم الشرع فيمن يجهل التوحيد من المسلمين، ومثلها الفتوى رقم: 98353.
فهؤلاء يصلى عليهم إذا ماتوا، ويعاملون معاملة المسلمين.
وينبغي لكم أخي السائل أن تجتهدوا في دعوة المسلمين وتعريفهم بدينهم وتعليمهم رسالة ربهم جل في علاه، وهذا الأمر ربما تعين عليكم إذا انتشر الجهل وصار الناس يجهلون ما علم من الدين بالضرورة ولم يوجد أحد يقوم بتعليمهم غيركم.
والله أعلم.