الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما التمييز في الميراث: فليس ذلك للأم ولا لغيرها، فإن الله تعالى أعطى كل ذي حق حقه في قسم التركات، وكذلك لا يصح أن توصي الأم بشيء من تركتها بعد موتها لابنتها، لأنها من جملة الورثة، ولا وصية لوارث، وإنما الذي يمكن للأم عمله أن تخص هذه الابنة بهبة تنجزها لها في حياتها، وتحوزها البنت فينتقل إليها الملك فعلا، وإنما يجوز تخصيص هذه الابنة بالهبة دون إخوتها نظرا لحاجتها ومرضها، قال ابن قدامة في المغني: إن خص بعضهم لمعنى يقتضي تخصيصه، مثل اختصاصه بحاجة، أو زمانة، أو عمى، أو كثرة عائلة، أو اشتغاله بالعلم، أو نحوه من الفضائل أو صرف عطيته عن بعض ولده لفسقه، أو بدعته، أو لكونه يستعين بما يأخذه على معصية الله، أو ينفقه فيها، فقد روي عن أحمد ما يدل على جواز ذلك. اهـ.
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 104031.
والله أعلم.