الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصدقة عن الميت والدعاء له من الأمور التي يصل إليه ثوابها بلا خلاف, فينبغي لمن يستطيع أن يقدم صدقة جارية له ولوالديه أن يفعل, فقد ورد ذكر الصدقة الجارية في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
والصدقة الجارية هي الوقف: قال النووي في شرح حديث: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية ـ وكذلك الصدقة الجارية: وهي الوقف. انتهى.
والوقف هو: حبس الأصل وتسبيل المنفعة، بمعنى أن توقف عينا لها منفعة على الفقراء مثلا يملكون منافعها، وتبقى العين موقوفة لا تباع ولا توهب، ولمعرفة أنواع الصدقة الجارية نحيلك للفتوى رقم: 8042.
والمشاركة في بناء مسجد تدخل فيها، أما شراء بعض الأشياء لفقير مثل بطانية, أو طعام مثلا, فهذا ليس من الصدقة الجارية, لكنه صدقة ينتفع بها الميت, ويصل إليه ثوابها.
والله أعلم.