الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن ييسر أمرك، ويقدر لك الخير دائمًا، ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، ونوصيك بكثرة دعاء الله سبحانه؛ فهو مجيب دعوة المضطر، وكاشف الضر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
ونحن لا علم لنا بتفسير الأحلام، هذا من جهة، ومن جهة أخرى: فإن الرؤى لا يبنى عليها شيء فيما يتعلق بالاستخارة، فالمعتبر فيها التيسير من عدمه، كما أسلفنا القول في ذلك في الفتوى رقم: 160347. فإن كان الشاب الذي قد خطبك مرضيًّا في دينه وخلقه في الجملة، فاقبلي به زوجًا، وسيقدر الله لك ما في هذا من الخير، ولا بأس بأن تكرري الاستخارة أكثر من مرة، وانظري الفتوى رقم: 75167.
وإن كان في دينه رقة، وفي خلقه خلل، وتخشين أن لا تكون الحياة الزوجية معه على ما يرام، فالأولى المبادرة لفسخ الخطبة، وانظري الفتوى رقم: 18857 وهي عن حكم فسخ الخطبة.
وأما الآخر: فإن تقدم لخطبتك فذاك، وإلا فلا تتبعيه نفسك، وسلي الله أن يرزقك الزوج الصالح. علمًا بأنه لا يجوز التقدم لخطبتك حتى تفسخ خطبة الأول، وانظري الفتوى رقم: 103059.
والله أعلم.