الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، فإياك أن تسترسلي مع هذه الوساوس لا في خروج الريح ولا في باب النجاسة، فالشك لا عبرة به، لما في حديث مسلم: إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا.
واعلمي أنه لا يحكم بنجاسة شيء إلا إذا حصل اليقين الذي تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد أصابتك نجاسة، وكثرة الشك في الوضوء والصلاة لا يلتفت إليها إذا وصلت إلى هذا الحد الذي أصابك، فدعي عنك هذه الوساوس كلها ولا تفتشي عن الخارج مهما شككت في خروج شيء منك حتى يحصل لك اليقين الجازم بذلك، ودين الله تعالى يسر، وقد رفع الله عن عباده الآصار والأغلال وله الحمد، ولا تلتفتي إلى ما يوهمك الشيطان به من أنه ربما كان قد خرج منك شيء. ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.