الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4-5} دليل على أن ناسًا يصلون ويدخلون النار، وهم المنافقون؛ فهذه الآية نزلت في المنافقين الذين لا يرجون بصلاتهم ثوابًا إن صلوا، ولا يخافون عليها عقابًا إن تركوها، ومعنى سهوهم عن الصلاة: أنهم غافلون عنها، غير مبالين بها، حتى تفوتهم بالكلية أو يخرج وقتها. وقال الطبري في تفسيره: الذين هم يراءون، يقول: الذين هم يراءون الناس بصلاتهم إذا صلوا؛ لأنهم لا يصلون رغبة في ثواب، ولا رهبة من عقاب، وإنما يصلونها ليراهم المؤمنون، فيظنونهم منهم. انتهى.
وويل جاء في تفسيره: أنه واد في جهنم؛ فقد روى الترمذي، وأحمد، من حديث أبي سعيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الويل واد في جهنم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ قعره.
والله أعلم.