الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال ما ذكر من عدم القدرة المادية لهذا الشخص على الإقدام على الزواج، واحتمال أن لا يرتضي والداه زواجه من هذا البلد الذي يقيم فيه، فالأولى أن يُعرض عن هذه الفتاة تماما، وأن لا يرد على رسالتها، وقد قيد النبي صلى الله عليه وسلم أمره للشباب بالزواج، بالقدرة على مؤنته، ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء.
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 14223.
وبما أنه لا يعلم من هي، فهو في عافية وسلامة من جهتها، فلا ينبغي أن يفتح بابا للشيطان، ربما قاده منه إلى معرفة من هي، فيحدث بعدها ما لا تحمد عقباه، فالسلامة لا يعدلها شيء.
ونوصيه بالحرص على كل ما يعين على العفاف، ويبعد عن الفواحش والمنكرات، فيجتنب كل ما يثير الشهوة، ويعمل على كل ما يضادها، وراجع الفتوى رقم: 103381، ورقم: 12928.
وننبه إلى أنه مهما أمكن السعي في الزواج، والمبادرة إليه، وتقليل مؤنته، كان أفضل، ففي الزواج كثير من منافع الدنيا والآخرة، هذا مع العلم بأن الزواج من أسباب الغنى، كما بيناه في الفتوى رقم: 120028، ومجرد الدراسة ليست مانعا شرعا، ولا عادة من الزواج، والزواج المبكر يجني المسلم ثماره الطيبة في دينه، ودنياه.
والله أعلم.