الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف العلماء في المجانين هل يدخلون الجنة مباشرة أو يمتحنون، فمن أطاع الأمر دخل الجنة ومن لم يطع دخل النار؟ والقول بدخولهم الجنة مباشرة هو الذي اختاره النووي وصححه؛ كما نقله عنه الحافظ في الفتح والعيني في عمدة القاري قال: السَّادِس: قَالَ النَّوَوِيّ: هُوَ الْمَذْهَب الصَّحِيح الْمُخْتَار الَّذِي صَار إِلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ، لقَوْله تَعَالَى: {وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا} (الْإِسْرَاء: 51) . وَإِذا كَانَ لَا يعذب الْعَاقِل لكَونه لم تبلغه الدعْوَة، فَلِأَن لَا يعذب غير الْعَاقِل من بَاب الأولى.
وقال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح: وعن ابن القاسم في ولد المسلم يولد مخبولًا، أو يصيبه ذلك قبل بلوغه قَالَ: ما سمعت فيه شيئًا، غير أن الله تعالى قَالَ: (والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم) الآية [الطور: 21] فأرجو أن يكونوا معهم.
والقول الآخر أنهم يمتحنون في الآخرة فمن أطاع الأمر دخل الجنة ومن لم يطع دخل النار، جاء في النوادر والزيادات لابن أبي زيد المالكي: وجاء في الحديث في المجانين: توقد لهم نار يوم القيامة، فيقال لهم: اقتحموها، فمن علم الله أنه لو وهبه في الدنيا عقلا أطاعه، فإنه يدخلها ولا يضره، ويدخل الجنة، ومن علم الله أنه لا يطيعه لو عقل لم يدخلها، فأدخل النار.
وراجع فتوانا رقم: 61635، بعنوان: الذين يمتحنون يوم القيامة.
والله أعلم.