الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح أن الوسواس قد بلغ منك مبلغا عظيما، والذي يتعين عليك لعلاج هذه الوساوس والتخلص منها هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وأما معاصيك الماضية فالحمد لله الذي تاب عليك منها، ولا يلزمك أن تتوبي من كل واحدة منها على حدة بل تكفيك التوبة العامة من جميع الذنوب والمعاصي ويمحو الله بها عنك أثر ما مضى من ذنوبك، وانظري الفتوى رقم: 186669، وأما ما ذكرت من احتمال خروج المني منك في رمضان فما دمت تشكين في هذا الأمر فالأصل عدمه، ومن ثم فصلواتك محكوم بصحتها ما لم يحصل لك اليقين بطروء ما يبطلها، وعلى تقدير خروج المني منك وأنك لم تغتسلي فلك سعة في العمل بمذهب ابن تيمية ـ رحمه الله ـ من أن من ترك شرطا من شروط الصلاة جهلا لا يلزمه القضاء، وانظري الفتوى رقم: 125226، وللموسوس أن يترخص بأيسر الأقوال دفعا للوسوسة ورفعا للحرج، وانظري الفتوى رقم: 181305.
وأما الاستنجاء فيكفيك فيه صب الماء على موضع النجاسة حتى يغلب على ظنك زوالها، ويكفي غلبة الظن ولا يلزمك استعمال الصابون ولا غيره، وانظري الفتوى رقم: 132194.
وأما الصلوات التي صليتها قبل بلوغك فلم تكن واجبة عليك، إذ التكليف لا يكون إلا بعد البلوغ، وما فرطت فيه من صيام أو صلاة قبل البلوغ فلا تأثمين به، ولم يكن يجب عليك إعادة الصلاة في الصورة المذكورة لأن الأصل أنه لم يصبك شيء من النجاسة، وعند الشك في إصابة النجاسة فالأصل عدم ذلك والحكم بالطهارة.
والحاصل أن كل هذا الذي تذكرينه مجرد وساوس فعليك أن تتركيها وتعرضي عنها ولا تبالي بها حتى يذهبها الله عنك بمنه، وانظري لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.