الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم أن الابن البالغ الرشيد ليس لأبيه حضانة عليه، وأن له أن يستقل في مسكنه عن والديه؛ قال ابن قدامة في المغني: فأما البالغ الرشيد: فلا حضانة عليه، وإليه الخيرة في الإقامة عند من شاء من أبويه، فإن كان رجلًا، فله الانفراد بنفسه؛ لاستغنائه عنهما، ويستحب أن لا ينفرد عنهما، ولا يقطع بره عنهما. اهـ.
إذن فللابن البالغ الرشيد شخصيته؛ فليس للأب التدخل في خصوصياته، أو تفتيش أغراضه، ونحو ذلك، إن لم تدع لذلك مصلحة شرعية؛ قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: الذكر من سبع سنين حتى الرشد يكون عند من اختار، وبعد الرشد فإنه يملك نفسه فلا سيطرة لأحد عليه، لا أبوه ولا غيره، لكن مع ذلك إذا خيف عليه من الفساد يجب أن تُجعل الرعاية لأبيه، والذي يجعلها للأب هو الحاكم الشرعي، لكن الأصل أن الأب لا يلزمه بالبقاء عنده إن كان بالغًا رشيدًا. اهـ.
والمظنون بالأب الشفقة على ابنه، والحرص على مصلحته، وإبعاد الضرر عنه؛ فليحسن الابن الظن بأبيه، ويعمل على بره، وتطييب خاطره ما وجد إلى ذلك سبيلًا، وفي المقابل ننصح الأب بأن يحسن الظن بابنه، ويعمل على حسن تربيته بعيدًا عن التخوين.
ونوصي في هذا المجال بالاستفادة من قسم الاستشارات بموقعنا، وعنوانه:
http://consult.islamweb.net/consult/index.php
والله أعلم.