الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما معنى: تكفيك ـ فقال القاري في المرقاة: قال الطيبي: أي تدفع عنك كل سوء، فمن زائدة في الإثبات على مذهب جماعة وعلى مذهب الجمهور أيضا، لأن يكفيك متضمنة للنفي، كما يعلم من تفسيرها بتدفع، ويصح أن تكون لابتداء الغاية، أي تدفع عنك من أول مراتب السوء إلى آخرها، أو تبعيضية، أي بعض كل نوع من أنواع السوء، ويحتمل أن يكون المعنى: تغنيك عما سواها، وينصر المعنى الثاني ما في الحديث الأول وهو حديث عقبة لقوله: فما تعوذ متعوذ بمثلها.
ولا يعني ذلك أنه لا يُقرأ غيرها من الأذكار، فهذا الذكر يكفي من الشر أو من بعض الشر، وغيره قد يكون سببا في دخول الجنة، أو أجره كعتق بعض الرقاب، بل حتى الأذكار التي فيها الوقاية من الضرر مثل: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، من قالها حين يصبح ثلاثاً لم يضره شيء، وكذلك إذا أمسى. رواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأحمد، وإسناده حسن ـ يحتاج العبد أن يقوله ولا يكتفي بالأول، فمحل نيل كمال الأجر من الذكر إذا كان عن تدبر للمعنى، فقد يفوتنا كثير من الثواب بسبب عدم التدبر الكامل للمعاني، فنحتاج إلى تكرار أذكار أخر لنكمل نقص الأجر، وانظري الفتوى رقم: 207229.
ولا مانع من قراءة الأذكار حال ممارسة بعض الأعمال المنزلية، وغيرها، إلا أن أجر الذي يتفكر في المعاني ويتدبرها ويخلي قلبه عن الشواغل أكمل.
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 11882، جملة من أذكار الصباح والمساء، ويمكنك مراجعة كتاب: مختصر النصيحة للشيخ محمد إسماعيل المقدم، وحصن المسلم للشيخ سعيد القحطاني.
والله أعلم.