الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى هذين الزوجين أن يتعاشرا بالمعروف امتثالا لقوله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.
وعليهما أن يتجادلا بالتي هي أحسن، ويدلي كل منهما بوجهة نظره، ويستمع إليه الآخر، ليصلا إلى أنسب الحلول وأوفقها مع مصالحهما، فإن أبى الزوج إلا طريقة معينة في شحن الجوال، فله ذلك، فإن أحبت الزوجة شيئا آخر فينبغي أن تسعى إلى إقناعه بالحكمة واللين، وإنما قلنا هذا، لأن المال مال الزوج وهو أحق به وأولى بالتصرف فيه على الوجه الذي يشاء، وهو هبة منه لها، فلها أن تقبضها، ولها أن تردها، وينبغي للزوج أن يستمع لوجهة نظرها، فإن كانت المصلحة في رأيها فليعمل به ولا غضاضة ولا منقصة عليه في ذلك، وأما قولها المذكور: فالظاهر أنها لم ترد به سب الدين، وإنما أرادت نفي أن يكون ما يقوله زوجها من الدين، ومن ثم فإنها لا تخرج من الملة بهذا الكلام، وإن كان كلاما قبيحا لا يسوغ التلفظ به.
والله أعلم.