الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدعي هذه الوساوس ولا تبالي بها ولا تعيريها اهتماما، واعلمي أن فقهاء المالكية لا يبطلون الصلاة باللحن مطلقا إن كان اللاحن غير عامد، سواء في الفاتحة أو غيرها، وعلى مذهبهم فلا تبطل صلاتك في الحال المذكورة، قال الدسوقي مبينا مذهب المالكية: وحاصل الْمَسْأَلَةِ أَنَّ اللَّاحِنَ إنْ كَانَ عَامِدًا بَطَلَتْ صَلَاتُهُ وَصَلَاةُ مَنْ خَلْفَهُ بِاتِّفَاقٍ، وَإِنْ كَانَ سَاهِيًا صَحَّتْ بِاتِّفَاقٍ، وَإِنْ كَانَ عَاجِزًا طَبْعًا لَا يَقْبَلُ التَّعْلِيمَ فَكَذَلِكَ لِأَنَّهُ أَلْكَنُ، وَإِنْ كَانَ جَاهِلًا يَقْبَلُ التَّعْلِيمَ فَهُوَ مَحَلُّ الْخِلَافِ سَوَاءٌ أَمْكَنَهُ التَّعَلُّمُ أَمْ لَا وَسَوَاءٌ أَمْكَنَهُ الِاقْتِدَاءُ بِمَنْ لَا يَلْحَنُ أَمْ لَا، وَإِنَّ أَرْجَحَ الْأَقْوَالِ فِيهِ صِحَّةُ صَلَاةِ مَنْ خَلْفَهُ وَأَحْرَى صَلَاتَهُ هُوَ لِاتِّفَاقِ اللَّخْمِيِّ وَابْنِ رُشْدٍ عليها. انتهى.
ولا حرج عليك في العمل بهذا المذهب وإن كان الأمر لا يحتاج إلى هذا كله، فما عليك إلا أن تقرئي بصورة عادية طبيعية ثم لا تبالي بعد هذا بالوساوس بالغة ما بلغت، واعلمي أن صلاتك مع الإعراض عن الوساوس صحيحة مقبولة إن شاء الله فلا تعيدي الصلاة مهما وسوس لك الشيطان أنك تشددين الحروف أو تأتين بها على غير وجهها، وانظري لبيان كيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.