الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحرمة الربا معلومة، وجناية المتعاملين به والمعينين عليه شديدة، فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء. رواه مسلم.
وعليه، فلا يجوز وضع الأموال في البنوك الربوية وأخذ الفوائد عليها، سواء كان ذلك عن طريق الودائع أو شهادات الاستثمار أو غير ذلك.. كما أن وضعها في الحساب الجاري لدى تلك البنوك لا يجوز أيضا، لأن فيه إعانة لها على الحرام؛ لكن إن لم يوجد أي بنك إسلامي وخيف على الأموال من الضياع، فلا بأس حينئذ بوضعها لدى البنك الربوي في حساب جار من دون فوائد، ويكون ذلك من باب الضرورة التي تقدر بقدرها، وعند زوال تلك الضرورة يجب سحب الأموال من البنك فورا.
أما قولك: بأن تعاملات البنوك الإسلامية بها شبهة الربا، فهذا الإطلاق غير مسلَّم به، فكثير منها يتلزم في تعاملاته الضوابط الشرعية، ولديه هيئة رقابة شرعية موثوقة يستفتيها في كل معاملاته المالية، ومهما يكن فإن ما فيه شبهة الربا أفضل مما هو ربا صريح كالذي تفعله البنوك الربوية، وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 129886، 1873، 6013، 32899.
والله أعلم.