الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حصل مثل هذا الفعل من غير قصد منك واختيار، ولم يترتب عليه الوقوع مع هذا الشخص في شيء محرم، كالنظر بشهوة، فلا حرج عليك في ذلك؛ لأن الله تعالى يقول: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، وراجعي الفتوى رقم: 4220.
وعليك مدافعة هذه الخواطر، فقد يتعاهدها الشيطان ليقود صاحبها إلى الفتن والفواحش، ولذلك كان هوى القلوب وأمانيها من وسائل الزنا التي ورد ذكرها في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه». يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتاب الفوائد: دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها، فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها. اهـ.
ولمعرفة كيفية التخلص من ذلك راجعي الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.