الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقنا جميعا لتربية أطفالنا على ما يرضيه، وقد تضمن كلامك صوابا وخطأ، وأكثر الخطأ من باب القول على الله بغير علم، وهو من المحرمات، وانظري الفتوى رقم: 259822؛ فلا يسوغ التقول على الله، ولو بقصد توجيه الأطفال.
فمن الصواب في كلامك الجواب السادس، والسابع.
ومن الخطأ عبارة: "ولما البيت يخلص نذهب لنعيش فيه" فهذه قضية غيبية، لا ينبغي التوسع في الخوض فيها إلا بالنصوص، ولكن يمكن أن نقول: من كان مؤمنا يعمل الصالحات؛ فإن الموت بالنسبة إليه يعني أنه سيدخل إلى نعيم الجنة بإذن ربه، ويمكن أن تصِفي له بعض نعيم الجنة.
وكذلك بخصوص كيفية الذهاب إلى بيت الجنة، فهو خطأ، بل قد يكون من القول على الله بلا علم، ويمكن أن يكون الجواب: من كان صالحا، ويطيع الله، عرفه الله بيته -ونقل عن بعض السلف أن ملكا يقود المؤمن إلى بيته، لا أنه يجلسه على جناحه-؛ قال تعالى: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 6].
قال ابن كثير: قال مجاهد: يهتدي أهلها إلى بيوتهم ومساكنهم، وحيث قسم الله لهم منها، لا يخطئون كأنهم ساكنوها منذ خلقوا، لا يستدلون عليها أحدا.... وقال محمد بن كعب: يعرفون بيوتهم إذا دخلوا الجنة، كما تعرفون بيوتكم إذا انصرفتم من الجمعة. وقال مقاتل بن حيان: بلغنا أن الملك الذي كان وكل بحفظ عمله في الدنيا، يمشي بين يديه في الجنة، ويتبعه ابن آدم حتى يأتي أقصى منزل هو له، فيعرفه كل شيء أعطاه الله في الجنة، فإذا انتهى إلى أقصى منزله في الجنة، دخل إلى منزله وأزواجه، وانصرف الملك عنه. ذكرهن ابن أبي حاتم، رحمه الله. وقد ورد الحديث الصحيح بذلك أيضا، رواه البخاري من حديث قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خلص المؤمنون من النار، حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار، يتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا، ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة، والذي نفسي بيده، إن أحدهم بمنزله في الجنة، أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا" .انتهى.
والحديث ظاهر في أن المؤمن يلهم مكان بيته.
وكذلك الجواب عن إرادة الذهاب إلى البيت؛ فالجواب جيد، لكن الشق الأخير خطأ، وصوابه: اعمل أشياء صالحة يكن بيتك أجمل، وأحسن -لا أن ذلك أسرع للذهاب للبيت- وأما أخذ اللعب؛ فيقال له: لك في الجنة ما تشتهي، وانظري الفتوى رقم: 216193. ومن الحسن أن يقال له: ادع الله...
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 175975، وتوابعها.
والله أعلم