الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد أخطأت في مجاملتك لها بما ذكرته، ولكنه لا يحصل الكفر بهذا ولا بما قال زوجك؛ لأن التكفير لا يحصل بالألفاظ التي تحتمل الكفر وغيره، ومن ثبت إسلامه بيقين فلا يزول إلا بيقين؛ إذ الأصل بقاء ما كان على ما كان, ولا يحكم بكفر المعين إلا إذا توفرت فيه شروط التكفير، وانتفت عنه موانعه، ومن ذلك: أن يكون بالغًا، عاقلًا، مختارًا، قاصدًا لما يقوله أو يفعله.
والظاهر: أن تلك المرأة دعت الرب المزعوم الذي لا يشرع دعاؤه، وأنت قصدت الرب الذي يشرع دعاؤه وهو الله تعالى، وقد قال الملا علي قاري في شرح الشفا: قال علماؤنا: إذا وجد تسعة وتسعون وجهًا تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد على إبقائه على إسلامه، فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم. انتهى.
وعليك بالإعراض الكلي عن الاسترسال مع الشيطان في هذه الوساوس، والتعوذ بالله، والاشتغال بالذكر كلما وسوس لك الشيطان. وراجعي الفتويين التاليتين: 3086، 51601.
والله أعلم.