الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن شجرة الزيتون وصفت بأنها مباركة في القرآن والسنة.
ففي القرآن: قال الله عز وجل: .. يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {النور:35}.
وفي السنة: روى الترمذي وابن ماجه عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا الزيت، وادهنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة. ورواه أحمد والترمذي أيضاً من طريق أبي أسيد -رضي الله عنه-، والحديث صححه الألباني -رحمه الله- بمجموع طرقه.
وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير: ووصف الزيتونة بالمباركة؛ لما فيها من كثرة النفع، فإنها ينتفع بحبها أكلا، وبزيتها كذلك، ويستنار بزيتها، ويدخل في أدوية، وإصلاح أمور كثيرة، وينتفع بحطبها، وهو أحسن حطب؛ لأن فيه المادة الدهنية؛ قال تعالى: تنبت بالدهن، وينتفع بجودة هواء غاباتها. انتهى.
وعلى هذا، فإن زرعتها في البيت، أو غيره، فإنك بإذن الله تعالى تنالين من بركتها، حين تنتفعين بحبها، أو زيتها، أو حطبها.
والله أعلم.