الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا مؤاخذة عليك فيما وقع من تحرشات الأولاد بك في الصبا، ولا في المحاولات التي حصلت بعد بلوغك، ما دمت تدفع أصحابها عنك، ولم تكن تساهلت في الخلوة بهم أو مخالطتهم مع علمك بسوء قصدهم وفساد أخلاقهم، لما في الحديث: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه، وحسنه النووي.
وفي الحديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق. رواه أحمد، وأصحاب السنن، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
وفي حال ما إذا كان قد حصل منك تساهل في ذلك أو عملت ما يطمعهم في النيل منك، فتجب التوبة إلى الله تعالى من ذلك، والعزم على عدم العود؛ فقد ذكر بعض أهل العلم حرمة عمل الأمرد ما يدعو للفتنة به وخلوته بمن يخشى افتتانه به؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى: المرد الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزمنة, التي يخاف فيها الفتنة بهم, إلا بقدر الحاجة, فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج, ولا من الجلوس في الحمام بين الأجانب, ولا من رقصة بين الرجال, ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس, والنظر إليه كذلك. اهـ.
وننصحك بالزواج والبعد عن الانفراد بنفسك أو الخلوة بمن لا يؤمن. وراجع الفتويين: 285235، 298600.
والله أعلم.