الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على تحري الحلال، والحرص على البعد عن الحرام.
واعلمي أنه لا يجوز للمسلم وضع ماله في البنك الربوي، إلا عند الضرورة، كالخوف على المال من السرقة، أو الغصب، أو غير ذلك.
وحيث إن الأخت السائلة توجد في بلد مسلم -بحسب البيانات الظاهرة عندنا- فمن المستبعد أن لا تجد بنكا إسلاميا يمكنها وضع المال فيه.
فعليها -إذن- أن تبحث عنه، فإن وجدته، فذلك هو المراد.
وإن لم يوجد أي بنك إسلامي في بلدها، وكانت مضطرة لوضع المال في البنك الربوي، فلا حرج في ذلك، لكن عليها -في هذه الحالة- أن تضعه في الحساب الجاري الذي لا فائدة فيه على المال المودع؛ لأن أمره أخف، وبه تندفع الحاجة، علما بأنه في الغالب الأعم لا يوجد بنك إلا ولديه الحساب الجاري، مع حساب التوفير، ومن ثم فلا ضرورة في وضع المال في حساب التوفير، ولا يجوز ذلك إلا عند عدم توفر الحساب الجاري، مع التخلص - حينئذ- من الفوائد ـ إن وجدت ـ بصرفها في وجوه الخير، وأعمال البر، أو دفعها إلى الفقراء والمساكين، ولا يجوز تملكها.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 55183 ، 167953، 291925
والله أعلم.