الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمقولة المذكورة: "أكل الدهر عليه، وشرب" لا حرج فيها، ولا تعد سبًّا للدهر؛ فهي مثل يضربه العرب للأمر القديم، أو لمن طال عمره، جاء في كتاب اللباب في قواعد اللغة، وآلات الأدب: أكل الدهر عليه، وشرب. يضرب لمن طال عمره، يريدون أكل، وشرب دهرًا طويلًا.
قال الشاعر:
كم رأينا من أناس قبلنا ... شرب الدهر عليهم وأكلْ. اهـ.
وقال النابغة الجعدي:
سألتني عَن أُناسٍ هَلكوا... شَرِبَ الدّهرُ عليهم وَأَكلْ.
وهو كثير في كلام العرب بهذا المعنى.
والحديث الذي أشرت إليه، حديث صحيح، كما في الصحيحين، وغيرهما، وقد بينا أقوال أهل العلم في معناه، وحكم سب الدهر، فانظره في الفتوى رقم: 50029.
والله أعلم.