الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعينك على ما تريد، وننصحك بالإخلاص لله تعالى، فإن الإخلاص من أعون الأشياء على تحصيل العلم، كما ننصحك بالاجتهاد في الدعاء، فإن الخير كله بيد الله تعالى، ولا حرج في تلقي العلم عن طريق الكتب السهلة والشروح المسجلة، وخاصة شروح الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ فإن له شروحا في شتى العلوم، وفيها نفع كثير إن شاء الله، والواجب عليك أن تدرس أولا ما تَعَلُّمُه فرض عليك، والعلم الواجب تعلمه قد بيناه في الفتوى رقم: 24216، والفتوى رقم: 170405، فهذه العلوم أولى بالتقديم إذ تعلمها متعين، ثم انظر بعد ذلك في حال نفسك واستعدادك وما أنت أميل إليه، وما يمكنك الإنجاز فيه، وما فتح الله عليك في تعلمه فاجتهد فيه، وأما منهج دراسة العلوم الشرعية فقد بسطناه في فتاوى كثيرة. انظر منها الفتاوى التالية أرقامها: 211543، 211990، 57232.
وأما علوم القرآن فمما يبدأ به طالب العلم كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان، أو المحرر في علوم القرآن لمساعد الطيار، ومقدمة في أصول التفسير لابن تيمية، ثم يترقى بعد ذلك ليقرأ الكتب الكبار مثل البرهان للزركشي والإتقان للسيوطي، وفي تجويد القرآن يبدأ الطالب بتحفة الأطفال حفظا وفهما، ثم المقدمة الجزرية ثم الشاطبية وهكذا، مع التنبه إلى أن هذا العلم لا يحصل على وجهه إلا بالتلقي من أفواه المشايخ، وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.