الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد حذرناك مرارا من الوساوس، والتي أسئلتك هذه ناشئة عنها، ثم اعلم -هداك الله، وعافاك- أن الاستنجاء بالماء فقط، من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وليس مخالفا لسنته، فقد روى أحمد والترمذي وصححه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت للنساء: مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء؛ فإني أستحييهم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَهْلِ قُبَاءَ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] قَالَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ الْخَلَاءَ، فَأَحْمِلُ أَنَا وَغُلَامٌ نَحْوِي إدَاوَةً مِنْ مَاءٍ، وَعَنَزَةً فَيَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ». متفق عليه.
فأنت إذا استنجيت بالماء مقتصرا عليه، لم تكن مخالفا لسنته صلى الله عليه وسلم، ولا يمنعك هذا من نيل الفردوس الأعلى إن اجتهدت في طاعة الله، وأتيت بما يوجب ذلك، نسأل الله أن يرزقنا وإياك الجنة، وما قرب إليها من قول وعمل.
والله أعلم.