الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام الحامل لوالديك على طلب بقائك في بلد إقامتهما هو ما ذكرته من خوفهما عليك من القصف وفقدان العمل، فالظاهر أنه يلزمك طاعتهما؛ لِما لهما من غرض صحيح معتبر في منعك من السفر، قال العز بن عبد السلام في (قواعد الأحكام): لم أقف في عقوق الوالدين ولا فيما يختصان به من الحقوق على ضابط أعتمد عليه، فإن ما يحرم في حق الأجانب فهو حرام في حقهما، وما يجب للأجانب فهو واجب لهما، ولا يجب على الولد طاعتهما في كل ما يأمران به ولا في كل ما ينهيان عنه باتفاق العلماء، وقد حرم على الولد الجهاد بغير إذنهما لما يشق عليهما من توقع قتله أو قطع عضو من أعضائه، ولشدة تفجعهما على ذلك، وقد ألحق بذلك كل سفر يخافان فيه على نفسه أو على عضو من أعضائه... اهـ.
وإن كنت تخشى على نفسك العنت، وتعلم من حالك أن كثرة وجود الكاسيات العاريات في هذا البلد يوقعك في الخطأ، فلا تعرض نفسك للفتنة، واجتهد في استرضاء والديك، والحصول على إذنهما في الرجوع إلى بلدك. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 76303.
والله أعلم.