الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على القيام بالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه علامة خير فيك، ودليل إيمان ـ إن شاء الله ـ .
ولا شك في أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر ضروري، وله أهميته في المجتمع، والحفاظ على كيانه؛ ولذا جاءت نصوص الشرع آمرة به، وحاثة عليه، ومبينة فضله، وقد ذكرنا جملة منها في الفتوى رقم: 9358.
وراجعي الفتوى رقم: 248848، ففيها ما يهون على المؤمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويرغبه فيه.
ونوصيك بحسن الظن بالله، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملًا، والحرج في الدين مرفوع، وقد قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج: 78}، وقال تعالى: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة: 6}.
ويمكنك أن تقتني شيئًا من الرسائل، أو المطويات التي تعالج المنكرات الموجودة، وتعطيها لصاحبة المنكر، فليس في ذلك كبير مشقة، ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منوط بالقدرة، وتراعى فيه المصالح والمفاسد، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 242860.
وتكرار النصيحة من عدمه يختلف الحكم فيه باختلاف الأشخاص، والأحوال، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 119075.
ولا تقصري في الدعاء، حتى وإن قصرت في النهي عن المنكر، فنفس الدعاء عبادة, لقوله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح: الدعاء هو العبادة، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية.
وجاء في مصنف ابن أبي شيبة ـ في فضل الدعاء، عن هلال بن يساف، قال: بلغني أن المسلم إذا دعا فلم يستجب له كتبت له حسنة.
والله أعلم.