الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بيّنّا في الفتوى رقم: 184467 والفتوى رقم: 111329 المقصود بنظر الشهوة.
وبمراجعتهما يتبين لك أن نظر الشهوة معناه: أن يجد الناظر ميلًا جنسيًّا نحو المنظور إليه، وهذا النوع من النظر محرم بإطلاق، كما قال شيخ الإسلام: فلو نظر إلى أمه، وأخته، وابنته يتلذذ بالنظر، كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلومًا لكل أحد أن هذا حرام. اهـ.
ولا فرق في هذا بين كون المنظور إليه جميلًا أو لا، فحيث وجدت الشهوة، والميل الجنسي حرم النظر.
وأما إن خلا نظر المرأة للرجل مما ذُكر، ففي جوازه خلاف فصلناه في الفتوى رقم: 127658.
وينبغي التنبه إلى أن نظر الشهوة لا يستلزم بالضرورة نزول المذي، ولا التفكير في الجماع، لكنه طريق إلى ذلك، وإلى ما بعده، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة؛ فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه».
وفي رواية لمسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.
والله أعلم.