الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد كان الواجب على المرأة أن تبقى في منزلها حتى تنقضي عدتها ما لم تخش ضررًا، كهدم البيت، أو نحوه.
أما عدم وجود محرم معها، فليس عذرًا للسفر، ما دامت تأمن على نفسها، لكن ما دامت فعلت ذلك جاهلة بالحكم، فنرجو ألا يكون عليها إثم ـ إن شاء الله ـ والواجب عليها إن قدرت على السفر مع محرم أن ترجع إلى بيتها لتكمل العدة فيه، قال الطحاوي الحنفي -رحمه الله-: الْمُعْتَدَّة من طَلَاق، أَو وَفَاة لَيْسَ لَهَا السّفر فِي الْعدة، وَلَو سافرتا فِي عدتيهما وَجب ردهما إِلَى منازلهما حَتَّى تَنْقَضِي الْعدة.
وقال البهوتي الحنبلي -رحمه الله-: وَيَلْزَمُ مُعْتَدَّةً مُنْتَقِلَةً مِنْ مَسْكَنٍ وَجَبَتْ فِيهِ الْعِدَّةُ بِلَا حَاجَةٍ إلَى نَقْلِهَا الْعُودُ إلَيْهِ لِتُتِمَّ عِدَّتَهَا فِيهِ تَدَارُكًا لِلْوَاجِبِ.
والله أعلم.