الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأما عبارة: جميل ذلك القدر عندما يبعدنا عن أشياء لا تستحقنا ـ ففيها إشكال، من جهة نسبة الفعل ـ يبعدنا عن أشياء لا تستحقنا ـ إلى القدر، وهو لا يجوز، فالفعل إنما ينسب إلى الفاعل حقيقة، وهو الله سبحانه وتعالى، وقد سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ عن حكم إضافة الحوادث إلى صفة من صفات الله؟
فأجاب بقوله: إضافة الحوادث إلى صفة من صفات الله، بمعنى أنه من مقتضى هذه الصفة، لا بأس به، مثل أن نقول: اقتضت حكمة الله أن يعذب الظالم، أو أوجب القضاء والقدر أن يشقى فلان، أو يسعد فلان، ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو سبق القضاء، والقدر شيء لسبقته العين ـ أما إذا أضيفت الحوادث إلى صفة من صفات الله، وكأن الصفة هي التي فعلت دون الموصوف، فلا يجوز؛ لأن المؤثر هو الله تعالى، وهو الخالق المدبر لجميع الأمور. انتهى.
وأما العبارة الثانية: ما أجمل أن تفاجئك الأيام بشيء تمنيته كدت تفقد الأمل فيه ـ فلا نرى بها بأسًا، على اعتبار أن الأيام هي ظرف للمفاجآت، حيث إن المفاجآت تحصل فيها، ولا ينافي هذا أن الأمور التي قد تحدث في تلك الأيام، ويتفاجأ بها الإنسان، إنما تقع بمشيئة الله تعالى، وقدرته، على أن الأولى الإعراض عن ذلك، والتعبير بما لا يوهم، كأن تقول: ما أجمل أن تفاجأ بأن الله تعالى أعطاك شيئًا تمنيته، وكدت تفقد الأمل فيه.
والله أعلم.