الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يحسن ختامنا أجمعين.
ولم نجد نصا صريحا من العلماء، في كون خروج الرائحة من القبر، من علامات سوء الخاتمة.
ولكن ذكر الشيح أحمد فريد -حفظه الله- في تذكير النفوس المؤمنة بأسباب سوء الخاتمة، وأسباب حسن الخاتمة، في قصص سوء الخاتمة بعد الدفن: من نُبِذ من قبره من موته -والقصة في صحيح البخاري-، ومن تحول قبره إلى نار- والقصة ذكرها ابن القيم في الروح-. انتهى.
فقد يكون خروج الرائحة الكريهة من القبر، من علامات ذلك، وقد يكون لها سبب آخر كعدم تعميق القبر.
وعلى كل حال، فمناصرة الفسقة وأهل السوء، على الدعاة إلى الله تعالى، أهل الخير، أمر محظور، كما بينا بالفتوى رقم: 197407.
وأيضا القسوة على الأرحام والقرابة ليست من صفات المؤمنين، فعن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تضربوا إماء الله، فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذئرن النساء على أزواجهن، فرخص في ضربهن، فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد طاف بآل محمد نساء كثير، يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم. رواه أبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني.
قال الصنعاني في التنوير: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم) يأتي حديث عائشة: "خياركم، خياركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" ويأتي بمعناه أحاديث، وذكره في معرض حسن الخلق للناس أجمعين، إشارة إلى أنه لا يتم حسن الخلق ويكون صاحبه خير الناس حتى يكون خيرهم لأهله؛ لأنهم أحق الناس بحسن صحبته. انتهى.
فكونه يموت على هذه الحال، من علامات عدم التوفيق، ومع ذلك فينبغي الدعاء له -طالما مات على الإسلام- لعل الله أن يخفف عنه.
والله أعلم.