الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم نقف -بحسب ما تيسر من البحث- على كلام لأحد من أهل العلم صحح فيه هذا الأثر أو ضعفه، غير أن السمعاني في الأنساب، والصفدي في الوافي بالوفيات، والذهبي في تاريخ الإسلام، والعسقلاني في لسان الميزان -رحمهم الله-؛ قد ذكروا هذا الأثر بصيغة التمريض المشعرة بعدم ثبوته.
قال السمعاني في الأنساب: وقيل: إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كتب إلى عمرو بن العاص: أن قرب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه، فوسع له مكان داره. انتهى.
وكذا قال الذهبي في تاريخ الإسلام: وقيل: إن عمر كتب إلى عمرو بن العاص: أن قرب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه، فوسع له مكان داره. انتهى. ومثلهما قال الصفدي، وابن حجر العسقلاني.
والخوارج قد عرف عنهم اجتهادهم في العبادة، والغيب لا يعلمه إلا الله، فثناء عمر -رضي الله عنه- على هذا الخارجي -لو ثبت- هو ثناء بحسب الحال الذي ظهر له، ولم يكن إذ ذاك فتنة ولا خروج.
والله أعلم.