الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن ييسر أمرنا وأمرك، ويوفقنا إلى طاعته وتبليغ دينه للناس، وأن يتقبل منا ذلك ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل. ونسأله أيضا أن يوفقك إلى ما تبتغي من العلم النافع والقيام بالدعوة إلى الله تعالى، ولا شك أن هذا من أعظم القربات، وراجع في فضل العلم الفتوى رقم: 21061، وفي الدعوة إلى الله وفضلها وأساليبها الفتوى رقم: 8580.
ولا يخفى أن الأصل في الوالد الشفقة على ولده والحرص على مصلحته، ومن هنا ينبغي أن يكون كلامه محل اعتبار، خاصة وأن له الخبرة في الحياة، فإذا بدا من هذا الأستاذ أي ريبة بسبب شيء في منهجه أو خلقه فالواجب عليك طاعة أبيك والبحث عن سبيل آخر تكتسب منه علما؛ لأن الطاعة حينئذ من الطاعة في المعروف، وإن تبين أن الأمر لا يعدو وساوس وهواجس وأن هذا الأستاذ معروف بالاستقامة في دينه وخلقه فاعمل على الاستفادة منه على وجه لا يعلم به والدك فتتقي غضبه، ولا تكون بذلك عاقا لوالدك، فقد ذكر أهل العلم أن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، وأنها مقيدة بما فيه مصلحة لهما ولا مشقة على الولد، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 76303، ويحسن بك أن تتفاهم مع والدك وأن تعلم حقيقة موقفه وسبب تخوفه، فتكون على بصيرة من أمرك.
والله أعلم.