الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن بيّنّا في عدة فتاوى عدم مشروعية الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد بداية الشهور القمرية وانتهائها، وأن القول بالحساب الفلكي يعتبر قولًا مخالفًا لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، ولما اتفق عليه الصحابة، ومردود عند جمهور أهل العلم، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 139683، والفتوى رقم: 126768.
وبناء على هذا؛ فإن المعتبر هو ثبوت الهلال بالرؤية الشرعية، حسبما تقرره الجهة المختصة بإثبات ذلك، ولا عبرة بالحسابات الفلكية.
ومن ثم فإذا كانت الجهة المختصة في هذا الشأن في بلدك أعلنت ثبوت هلال محرم يوم الخميس أو يوم الأربعاء، فهو بحسب ما أعلنت.
وإن كان البلد الذي تعيش فيها يعتمد رؤية الهلال عند السعودية لاتحاد المطلع معها، فإن هذه الأخيرة قد أعلنت أن يوم الخميس 15 كتوبر 2015 هو غرة شهر المحرم 1437 هجرية.
هذا، وننبه إلى أن رؤية الهلال نهارًا لا يحكم بها لليلة السابقة، وإنما يحكم بها لليلة المقبلة؛ جاء في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: إذا رؤي الهلال نهارًا فإنه إنما يحكم به لليلة القابلة، فيستمر الناس على ما هم عليه من فطر إن وقع ذلك في آخر شعبان، أو صوم إن وقع في آخر رمضان، وسواء رؤي بعد الزوال أو قبله على المشهور. اهـ.
وفي المغني لابن قدامة: (وإذا رؤي الهلال نهارًا, قبل الزوال أو بعده, فهو لليلة المقبلة) وجملة ذلك أن المشهور عن أحمد, أن الهلال إذا رؤي نهارًا قبل الزوال أو بعده, وكان ذلك في آخر رمضان, لم يفطروا برؤيته. وهذا قول عمر, وابن مسعود, وابن عمر, وأنس, والأوزاعي, ومالك, والليث, والشافعي, وإسحاق, وأبي حنيفة. اهـ.
والله أعلم.