الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا، ولا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ فيما فعلت من بيان عدم جواز الكذب في مثل هذا، وتنبيه الجميع على ذلك، فقد يغتر الآخرون بفعل هذا الرجل ويقومون بإعادة نشر الخبر، وسد الذرائع وإغلاق أبواب الشيطان إلى الشر مطلوب شرعا، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
ومن أخطر ما ورد بشأن الكذب ما جاء في الحديث الطويل الذي يرويه سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ بشأن رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه: أنه رأى في رؤياه أنه أتى على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه ـ قال وربما قال أبو رجاء: فيشق ـ قال ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى... ولما سأل عنه قيل له: وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق. وهكذا يمكن أن ينتشر الكذب عبر الواتساب ويبلغ الآفاق، كما يشهد بذلك الواقع، والله المستعان.
والله أعلم.