الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للوالدين السماح لأبنائهم بالمشاركة في هذه الاحتفالات، الدخيلة على المجتمع المسلم، والبعيدة كل البعد عن تقاليده، ويكفي أنه يسمى بهذا الاسم القبيح (يوم الجنون)، إضافة إلى ما يصحبه من أمور سيئة ذكرت بالسؤال، كنوع الملابس، وقصات الشعر الغريبة، وتكلف مبالغ كبيرة في شرائها، هذا بالإضافة إلى وجود بعض العاملات من جنسيات، وديانات مختلفة .. وقد يظهرن بملابس سيئة، أو عارية... الخ، فماذا نتوقع من نتيجة؟! النتيجة مسخ شخصية هذا الطفل البريء، وجعل هذه الصور التي يراها في مثل هذه الاحتفالات، تنطبع في ذهنه، وتصحبه مدى حياته، فلا ينشأ شخصية سوية، وهو يعتاد ما عُوِّدَ عليه، وينطبع في ذاكرته ما أُكْثِر الطرقُ به عليه.
فنؤكد على أنه لا يجوز السماح لهم بالمشاركة فيه، وليس هذا من اللهو المباح في شيء. والأبناء أمانة عند الوالدين، يسألان عنهم يوم القيامة. قال الغزالي في إحياء علوم الدين: والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر، جوهرة نفيسة، ساذجة، خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه؛ فإن عود الخير وعلمه، نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم له، ومؤدب. وإن عود الشر، وأهمل إهمال البهائم، شقي، وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه، وقد قال الله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا } ومهما كان الأب يصونه عن نار الدنيا، فبأن يصونه عن نار الآخرة أولى، وصيانته بأن يؤدبه ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء... اهـ.
وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع، ومسؤول عن رعيته .....، والرجل في أهله راع، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولة عن رعيتها ... الحديث.
فالحزم الحزم، وإلا وقع ما يستوجب الندم، ولات حين مندم.
والله أعلم.