الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحسن أن تكوني محبة لربك سبحانه وتعالى، وهذه المحبة تقتضي حسن الظن به، وقد ذكرت أنك متفائلة رغم الابتلاء وهذا أمر طيب، فاثبتي عليه، واحرصي على أن تحملي هم الدعاء والإتيان به على الوجه المطلوب مستوفيا الشروط والآداب، ولن يخيب الله ظن من علق به قلبه ورجاه، وتدبري هذا الحديث الذي رواه مسلم، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل، قالوا: يا رسول الله؛ وكيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت ربي فما استجاب لي.
وتأخر الإجابة ـ لو حدث ـ فلا يلزم أن يكون بسبب ذنب، بل قد يكون مجرد ابتلاء، وقد يكون لأمر آخر اقتضته حكمة العليم الحكيم سبحانه، فما عليك إلا الاستمرار في الدعاء، والمزيد من البذل والعطاء في مقام الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات، ولا تلتفتي إلى أي هواجس أو خواطر شيطانية تحملك على شيء من سوء الظن بربك أو تقعدك عن الخير، فالشيطان قاعد للخلق على أبواب الخير يخذلهم عنها، قال تعالى حكاية عن إبليس: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {الأعراف:16}.
والله أعلم.