الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنصيحة لهذا الأخ هي بالتوبة النصوح إلى ربه تبارك وتعالى، تلك التوبة المشتملة على الإقلاع عن الذنب, والعزم الأكيد على عدم العودة إليه, والندم الشديد على ما اقترفه من المنكر، ومما يعينه على التوبة أن يتفكر في قبح الذنب, ويستحضر موقفه بين يدي الله سبحانه غدًا, ويعلم أن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأن يتفكر في اطلاع الله عليه, وإحاطته به, وأنه لا يخفى عليه مثاقيل الذر من عمله، وأن يكثر من الصيام, ويلزم الدعاء والذكر واللجأ إلى الله تعالى أن يمن عليه بالتوبة النصوح، وأن يصحب أهل الخير, ويجانب كل الأسباب التي توقعه في الذنب.
وإذا حصل أنه عاد إلى الذنب مرة أخرى فليبادر إلى التوبة من جديد، وليكن هذا ديدنه كلما ضعف وعاد إلى الذنب، ولن يضره ذلك ما دام على تلك الحال، جاء في الصحيحين: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أذنب عبد ذنبا، فقال: أي رب أذنبت ذنبا فاغفر لي، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم أذنب ذنبا آخر فقال: أي رب أذنبت ذنبا آخر، فاغفره لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء، قال ذلك في الثالثة أو الرابعة، أي ما دام يذنب ثم يستغفر ويتوب.
أما بشأن علاج الفتور في الطاعات فراجع فتوانا رقم: 17666.
والله أعلم.