الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالقصة صحيحة، أخرجها أحمد، وغيره، وصححها الألباني في السلسلة الصحيحة، ولفظها: عن أبي التياح قال: قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي ـ رضي الله عنه ـ وكان كبيرًا: أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، قلت: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الجن؟ قال: إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب، وفيهم شيطان بيده شعلة من نار، يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهبط إليه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، قل، قال: ما أقول؟ قال: قل: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، وذرأ، وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق، إلا طارقًا يطرق بخير، يا رحمن، قال: فطفئت نارهم، وهزمهم الله تبارك وتعالى. قال المنذري: رواه أحمد، وأبو يعلى، ولكل منهما إسناد جيد محتج به، وقد رواه مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد مرسلًا، ورواه النسائي من حديث ابن مسعود بنحوه. انتهى.
ويشرع للمسلم أن يقوله ليدفع عن نفسه شر الشياطين، وقد بوّب عليه ابن السني في عمل اليوم والليلة: باب من يخاف من مردة الشياطين، وبوّب عليه ابن أبي شيبة: باب فِي الرَّجُلِ يَفْزَعُ مِن الشّيءِ، وبوّب عليه الهيثمي في غاية المقصد: باب ما يقول إذا رأى الشياطين.
فإذا قاله رُجي له أن يُدفع عنه شر الشياطين، وقد يحصل منها شيء من الكيد، أو الأذى للتقصير في الاستعاذة، أو ضعف التوكل على الله، أو ابتلاء من الله؛ كما بينا في الفتويين التالية أرقامهما: 130963، 46023.
والله أعلم.