الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فضرب الأطفال في الجملة جائز عند الحاجة والمصلحة إذا روعيت فيه الضوابط الشرعية، وقد سبق لنا بيان هذه الضوابط في الفتويين رقم: 14123، ورقم: 18842.
ويستوي في هذا ما إذا كان الأمر متعلقا بأمر العبادة أو السلوك والأخلاق، لأن المقصود في ذلك كله التأديب، ولدينا تنبيهان:
التنبيه الأول: أنه ينبغي أن يسلك مسلك النصح والتوجيه أولا، لأنه الأجدى والأنفع في جانب التربية، وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن عمر بن أبي سلمة ـ رضي الله عنهما ـ قال: كنت في حِجْر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدى تطيش في الصحفة، فقال لي: يا غلام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك.
فلا يلجأ إلى الضرب إلا عند الحاجة، كما أسلفنا.
التنبيه الثاني: أن ضرب الطفل الصغير الذي لا يعقل غير مشروع، فإنه يضره ولا ينفعه في الغالب، كما أوضحنا في الفتوى رقم: 69153.
والله أعلم.