الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصل في الوالد الشفقة على أولاده -وخاصة الأنثى منهم-، والغالب فيه السعي إلى ما فيه مصلحتهم، وقد يكون أحرص منهم في تحصيلها لهم، هذا بالإضافة إلى أن الوالد أبعد نظرًا، وأرجى لأن يكون رأيه أكثر صوابًا بما لديه من خبرة، وتجربة في الحياة، وسعة اطلاع، ومعرفة، وهذا من إحسان الظن به.
فإن كنتم ترون أن لا مبرر يدعو الوالد إلى مثل هذا التشدد، فحاولوا إقناعه، واستعينوا عليه ببعض الفضلاء ممن ترجون أن يقبل قوله، فإن اقتنع فذاك، وإلا فالأصل أنه تجب طاعته في غير معصية الله، روى البخاري ومسلم عن علي -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف. وانظري الفتوى رقم: 58598.
وعليكم بالسعي في الترويح على النفس بما هو ممكن، ولا نظن أن تعدموا وسيلة أخرى مباحة، يمكن أن يتحقق بها ذلك، وما تحتاجون إليه من السوق، أو الصيدلية، وغير ذلك يمكن الاستعانة فيه بأخيكم مثلًا.
وننبه هنا إلى أن المرأة إذا كانت تحت زوج، فزوجها أملك لها من أبويها، فإذا أذن لها زوجها في الخروج لأمر مباح شرعًا لم يكن لأبيها الحق في الاعتراض لغير مسوغ شرعي، ونرجو مطالعة الفتوى رقم: 298525.
والله أعلم.