الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ندري حقيقة ما يسأل عنه السائل، وهل وجد بالفعل أم لا؟ ومثل هذا ينبغي ألا ننشغل بالبحث عنه! حتى نعلم بوقوعه.
روى الدارمي في سننه، عن طاووس، قال: قال عمر -رضوان الله عليه- على المنبر: أحرج بالله على رجل سأل عما لم يكن، فإن الله قد بين ما هو كائن. قال محققه حسين سليم أسد: إسناده صحيح. اهـ.
وروى أيضا عن يزيد المنقري قال: جاء رجل يوما إلى ابن عمر -رضي الله عنهما- فسأله عن شيء لا أدري ما هو، فقال له: ابن عمر: لا تسأل عما لم يكن، فإني سمعت عمر بن الخطاب -رضوان الله عليه- يلعن من سأل عما لم يكن. قال محققه: إسناده جيد. اهـ.
وروى عن الزهري قال: بلغنا أن زيد بن ثابت الأنصاري -رضوان الله عليه- كان يقول إذا سئل عن الأمر: أكان هذا؟ فإن قالوا: نعم قد كان، حدَّث فيه بالذي يعلم والذي يرى، وإن قالوا: لم يكن. قال: فذروه حتى يكون.
وروى عن الشعبي قال: سئل عمار بن ياسر -رضي الله عنه- عن مسألة فقال: هل كان هذا بعد؟ قالوا: لا. قال: دعونا حتى يكون، فإذا كان تجشمناها لكم.
فإن كان عند السائل ما يثبت وجود ما سأل عنه، فليرسله لنا ـ مشكورا ـ لننظر فيه. وإلا فيسعه السكوت حتى يكون ذلك.
والله أعلم.