الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن الإيمان بالبعث واليوم الآخر أحد أركان الإيمان، وأسسه العظام، التي لا يقوم إلا بها، و أن إنكار البعث والنشور، والحساب والجزاء في الآخرة من أغلظ أنواع الكفر باتفاق المسلمين، وانظر بيان ذلك وتقريره في الفتوى رقم: 113689، وإحالاتها.
لكن المسلم إذا قال أو فعل ما هو من الكفر لا يلزم الحكم عليه بعينه بالكفر؛ إذ الحكم على المعين بالكفر موقوف على اجتماع الشروط، وانتفاء الموانع، ومرد الحكم بذلك إلى أهل العلم، الذين من شأنهم التحقق من اجتماع الشروط، وانتفاء الموانع، ومن ثبت إسلامه بيقين، فلا يخرج منه إلا بيقين، وراجع تفصيل هذه الجمل في الفتوى رقم: 102922، والفتوى رقم: 313477.
فما تفوه به والدك لا شك في أنه كفر، لكن لا يلزم منه الحكم عليه بعينه بالكفر، ومعاملته معاملة الكفار، فقد يكون جاهلًا، أو رجع عما قاله، أو غير ذلك من الاحتمالات، فما دام والدك مظهرًا للإسلام، فالأصل أنه باق عليه، وتجري عليه أحكامه، فلا حرج عليك في الاستغفار، والدعاء له.
والله أعلم.