الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا أعطيت بنتك عجين الخبز؛ فلا يجوز لك أن تتركيها تفسده، أو ترميه في القمامة؛ لأن ذلك ينافي ما جاء به الشرع من احترام المطعوم، وشكر النعمة والمحافظة عليها. ولما فيه من إضاعة المال؛ فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال.
قال الإمام النووي -رحمه الله- في شرح صحيح مسلم: وَأَمَّا إِضَاعَةُ الْمَالِ فَهُوَ صَرْفُهُ فِي غَيْرِ وُجُوهِهِ الشَّرْعِيَّةِ، وَتَعْرِيضُهُ لِلتَّلَفِ، وَسَبَبُ النَّهْيِ أَنَّهُ إِفْسَادٌ، وَاللَّهُ لَا يجب الْمُفْسِدِينَ. اهـ.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (2 / 576) ما نصها: تقديم العجين بالصورة المذكورة في السؤال إلى الأطفال ليلعبوا به امتهان للنعمة وإهدار لها مع مسيس حاجة كثير من الناس إليها، وقد أمر صلى الله عليه وسلم بحفظ النعم وإكرامها، وأرشد من سقط من لقمته شيء أن يميط عنه الأذى ويأكله ولا يدعه للشيطان، ويمكن أن يقدم للأطفال مادة بديلة كالصلصال أو نحوه تؤدي الغرض نفسه الذي يدرب عليه الأطفال. اهـ.
وإفساد الطعام، والبطر بنعمة الله تعالى من أسباب الهلاك، وخراب الديار؛ قال عز وجل: وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ {القصص: 58}.
لذلك ننصحك بتقوى الله، وشكر نعمه، والمحافظة عليها.
والله أعلم.