الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكثيرا ما نبهنا، ونبه العلماء والمصلحون إلى خطورة العلاقات العاطفية بين الفتيان والفتيات، من خلال الإنترنت أو غيره، فإن هذا أصل لكثير من الفتن والشر والبلاء؛ لأنها مدخل للشيطان، يستدرجهم من خلال ذلك إلى الطوام، وعظيم الآثام. فلا يغتر المسلم بالحيل النفسية، والخدع الشيطانية التي تقول ببراءة الحب، وحسن النية، ونحو ذلك من العبارات المنمقة، وهي من زخرف قول شياطين الإنس والجن، والله عز وجل يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
وقد أحسنت حين أقبلت على التوبة إلى الله عز وجل، تقبل الله توبتك، وغسل حوبتك. والواجب عليك الحذر من كل وسيلة يمكن أن تعيدك إلى هذه العلاقة المحرمة، ونوصيك بالاستفادة من التوجيهات التي تضمنتها الفتاوى أرقام: 1208، 10800، 12928.
وإن كانت هذه الفتاة قد فعلت معك ما فعلت من آثام عن اختيار وطواعية، فهي الظالمة لنفسها بذلك، فلا تعتبر ظالما لها، فدعها وحالها. وإذا غلب على ظنك أن يكون الكلام مع أبيها عن أمر الزواج، حيلة منه ربما تترتب عليه المفسدة التي أشرت إليها، أو غيرها، فلا تذهب إليه.
ولو قدر أن أدركك، وسألك عن تلك العلاقة، فلا يلزمك الاعتراف له، بل يجب عليك أن تستر على نفسك، ويمكنك استخدام المعاريض، فتنفي أنك قد فعلت، تعني بعد التوبة، وتذكر مثلا أن التلاعب، وتركيب الصور، أو الكلام أمر ممكن، وانظر لمزيد من التفصيل الفتوى رقم: 244426، والرقم المحال عليه فيها.
والله أعلم.