هل ترك الشاب الفتاة بعد قيام علاقة محرمة بينهما يعد ظلما لها؟

13-3-2016 | إسلام ويب

السؤال:
أفيدوني يا إخوة؛ جزاكم الله كل خير.
لقد أحببت فتاة عن طريق الإنترنت، كانت في البداية مجرد صداقة، ثم تطورت إلى حب، استمر 5 سنوات.
كنا ننصح بعضنا بالصلاة، تعلقنا ببعضنا في كل شيء، وكنت متعلقا بها؛ لأنها تربت في نفس ظروفي على تقاليد وعادات، وإلا ما كنت أحببتها، وهي بعيدة عني، فلا أعلم ماذا تفعل، لم أشك فيها يوما، وكنت أثق فيها كثيرا، ابتعدنا أوقاتا كثيرة لمدة شهور، وقد تكون سنة، بسبب بعض الظروف، وكنا نعود.
في الفترة الأخيرة تحول كل كلامنا ليكون حول الزواج، وأصبحت أغلب مكالماتنا جنسية، وبعد ذلك صور، وفيديو أحيانا.
تعبت كثيرا، وحاولت أن أبتعد، وبالفعل أبتعد شهرا وأكثر، ثم فعلت الكثير، واستطاعت أن تصل إلي، وتكلمني، ورجعت مرة أخرى، مكالمة بعد مكالمة، ورجعنا إلى نفس النقطة، ونفس المعصية. أصحبت حياتي، وحياتها لا تطاق، ولكنها لم تكن تستطيع أن تبتعد عني، وكانت تحبني جدا. حاولت كثيرا، ولكن كنت أحبها، وأخاف أن تفعل شيئا في نفسها، لكن في الفترة الأخيرة كثرت بيننا المشاكل، وعرفت عنها أشياء جعلتني أفكر كثيرا في هذه العلاقة.
عملت أنها فعلت أشياء كثيرة تخالف كل العادات والتقاليد، والدين، وكل شيء، وكانت تقول إنها فعلتها للتجربة، وليس التعلق.
بصراحة جعلتني تلك الأمور أفكر من جديد في علاقتنا، فأنا لم أعد أجد فيها شيئا من الفتاة التي أحببت، بعد كل ما اكتشفته، ولكن هذا لا يعني أنها سيئة، نعم تهتم بصلاتها، وأشياء كثيرة، قد تجعلها أفضل مني.
كانت تعترف لي بكل شيء، وكنت في كل مرة أكتشف أنها لا تحمل أي صفة مما أحبت فيها.
في هذه الفترة أحببت فتاة أخرى كنت أعرفها منذ زمن بعيد، اعترفنا بحبنا لبعضنا، وبدأنا نراسل بعضنا، ولكن بعد فترة زادت همومي جدا، وهمومها هي أيضا، تحدثت معي، وصارحتني بما أحست، وقالت: لو كان لنا خير في بعض، وأراد الله أن يجمعنا، فلندع كل شيء لله، كان الأمر صعبا علي، ولكن أحببتها أكثر؛ لأن هذا ما كنت أحتاجه فعلا، تركنا كل شيء على ربنا، وابتعدنا، لم أصل صلاة إلا ودعوت لها باسمها أن يحفظها الله لي، ولكن استمرت علاقتي التي حاولت أن أمنعها كثيرا مع الفتاة الأولى، وأصبحت حتى تراضيني ببعض المشاكل، وتطلب مني ألا أبتعد عنها، تكلمني وترسل لي صورا؛ لأضعف وأعود إليها مرة أخرى، إلى أن جاء يوم واكتشف أهلها أنها تكلمني، واستطاع والدها أن يرى بعضا مما دار بيننا. بصراحة لم أعرف ماذا أفعل؟ خفت كثيرا عليها، لم أحب أن يتأذى شخص بسببي. وبعد مدة قد تكون 3 أيام، علمت أنهم يحبسونها، وأن أخاها ووالدها يحاولان قتلها، أنا لا أعلم حقيقة تلك الأمور، فقد وصلتني من شخص قريب لها. وأن أباها في البداية بعد أن هددني، الآن يريد مقابلتي إذا كنت أحب التقدم لها، وإن كنت صادقا في مشاعري، ولكني لم أصدق هذا الكلام، كل ما فكرت فيه أنه يريد أن يجد هذا الشخص الذي تحدثت معه ابنته، فلا أعلم ماذا أفعل؟ أخاف أن أذهب إليه، فتصبح المسألة ثأرا بين عائلتين، وأخشى أن أبتعد وأكون قد ظلمتها. فكرت في أن أتواصل مع أبيها عن طريق الرسائل، قد أستطيع أن أفهمه ماذا حصل بيننا، فعلى الأقل قد حدث نفس الأمر مع ابنه، ولم يحرك ساكنا ولم يعاقبه، وكانت لدى الابن هواية أن يكلم بناتنا، ويرسل صورا عارية، ولكن الأب تقريبا لم يهتم.
لقد تبت عن هذه المعاصي، ورجعت إلى الله، الآن لا أترك صلاة، أحاول أن أصلي جميع الصلوات في وقتها، أُكْثر من صلاة قيام اليل، وأشكو إلى ربي، ولكني لا أعلم ماذا أفعل؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فكثيرا ما نبهنا، ونبه العلماء والمصلحون إلى خطورة العلاقات العاطفية بين الفتيان والفتيات، من خلال الإنترنت أو غيره، فإن هذا أصل لكثير من الفتن والشر والبلاء؛ لأنها مدخل للشيطان، يستدرجهم من خلال ذلك إلى الطوام، وعظيم الآثام. فلا يغتر المسلم بالحيل النفسية، والخدع الشيطانية التي تقول ببراءة الحب، وحسن النية، ونحو ذلك من العبارات المنمقة، وهي من زخرف قول شياطين الإنس والجن، والله عز وجل يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.

 وقد أحسنت حين أقبلت على التوبة إلى الله عز وجل، تقبل الله توبتك، وغسل حوبتك. والواجب عليك الحذر من كل وسيلة يمكن أن تعيدك إلى هذه العلاقة المحرمة، ونوصيك بالاستفادة من التوجيهات التي تضمنتها الفتاوى أرقام:  1208، 10800، 12928.
 وإن كانت هذه الفتاة قد فعلت معك ما فعلت من آثام عن اختيار وطواعية، فهي الظالمة لنفسها بذلك، فلا تعتبر ظالما لها، فدعها وحالها. وإذا غلب على ظنك أن يكون الكلام مع أبيها عن أمر الزواج، حيلة منه ربما تترتب عليه المفسدة التي أشرت إليها، أو غيرها، فلا تذهب إليه.

 ولو قدر أن أدركك، وسألك عن تلك العلاقة، فلا يلزمك الاعتراف له، بل يجب عليك أن تستر على نفسك، ويمكنك استخدام المعاريض، فتنفي أنك قد فعلت، تعني بعد التوبة، وتذكر مثلا أن التلاعب، وتركيب الصور، أو الكلام أمر ممكن، وانظر لمزيد من التفصيل الفتوى رقم: 244426، والرقم المحال عليه فيها.

والله أعلم.

www.islamweb.net