الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منَّ عليك بالهداية، ونسأله سبحانه ألا يزيغ قلبك بعد أن هداك للإيمان، وأما ما سألت عنه حول فتح والدك حسابا باسمك في بنك ربوي، فهذه هبة منه لك، فينظر في الفوائد الربوية، فما كان منها قبل إسلامك، فلا يلزمك رده، لأن الإسلام يجب ما قبله، ولك الانتفاع به، قال شيخ الإسلام رحمه الله: إذا عامل كافرا بالربا، وأسلما بعد القبض وتحاكما إلينا، فإن ما قبضه يحكم له به، كسائر ما قبضه الكافر بالعقود التي يعتقدون حلها. اهـ
وما جاء من تلك الفوائد بعد إسلامك وعلمك بحرمتها، فتخلص منها بدفعها للفقراء والمساكين، أو صرفها في مصالح المسلمين العامة، وإذا كنت أنت فقيرا فلك أن تأخذ منها قدر حاجتك لفقرك، قال النووي في المجموع: وإذا دفعه ـ المال الحرام ـ إلى الفقير لا يكون حراماً على الفقير، بل يكون حلالاً طيباً، وله أن يتصدق به على نفسه وعياله إن كان فقيراً لأن عياله إذا كانوا فقراء فالوصف موجود فيهم، بل هم أولى من يتصدق عليه، وله هو أن يأخذ قدر حاجته، لأنه أيضاً فقير. انتهى كلامه.
ولا تدع المال بالبنك الربوي إلا إذا كنت محتاجا لحفظه، ولا تجد بنكا إسلاميا، فلك إيداعه بالبنك الربوي بحساب جار، لأنه أخف، وبه تندفع الحاجة، وهي تقدر بقدرها.
والله أعلم.