الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحسن تعاملكم مع هذه الخادمة أمر حسن تشكرون عليه، ونسأل الله الكريم أن يجزل لكم الثواب، وأن يعينكم على أن تكونوا سببا في دخولها الإسلام، وفي ذلك من الأجر العظيم ما فيه، كما في الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي ابن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ حين بعثه إلى خيبر: ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.
وينبغي أن تبادر بدعوتها إلى الإسلام، ولا تخبرها بشيء مما يتعلق بزوجها، فإذا أسلمت فقد يدخل زوجها كذلك في الإسلام فتبقى معه حينئذ على نكاحها الأول، ولو قدر أن رفض الدخول في الإسلام، واستقر الإيمان في قلبها، فالمتوقع أنها تمتثل ما أمر الله به من اجتنابه حتى يسلم، بل لو لم تجتنبه وظلت تحته اتباعا للهوى أو لتعذر فراقه عليها، فإن ذلك لا يخرجها عن الإيمان، وهو خير لها من بقائها على الكفر، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 25469، وهي في بيان حكم الزوجة إذا أسلمت وهي تحت زوج كافر.
وبخصوص الأبناء: فهي أمهم على كل حال، ولا يغير إسلامها شيئا من علاقتها بهم، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 98927، والرقم المحال عليه في هذه الفتوى.
والله أعلم.